الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

..

وتتجاوزهم جميعًا، تتخطّاهم عمدًا، ولا تلتفت لأحد بعد ذلك، وتمضي قُدمًا حتى تتجاوز كل الوجوه التي كانت أمامك، لتنفرد بنفسك، على رصيفٍ لا يحمل فوقه سواك، وعلى نجومٍ لا ينظُر لها سوى عيناك، لتحظى بعزلة تحت سماءٍ غائمةٍ، لتشكي بدون صوت، وتتأمّل بدون صوت، وتُخرج كل ما فيك بدون صوت، حتى تعود مرةً أخرى، لتختلط بهم، وتتوقّف عند ملامح كل شخصٍ منهم، ظنًا منك أنهُ أحدهم، ولكنه لم يعُد هنا، فالشوق أعمى بصيرتك، والحنين أضعف قدرتك على التمييز، فلو تجاوزت العابرين مرة، لن تستطيع أن تتجاوزهم مرةً أخرى، ما زال يظهر لك في كل عابر، وأنت لا تستطيع التخلص منه..

- عبدالإله العبدلي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق